الخميس، 2 مايو 2013

كلام في حرية المرأة (بقلم : عندليب الحسبان)


كلام في حرية المرأة 
عمان بوست - انهم لا يريدون حريةَ المرأة انهم يريدون الوصول الى المرأة ...'.....هذه جملة قصيرةٌ منقولة تعثّرتُ بها في أكثر من صفحة فيسبوكية , وشهدتُ على ما نالته من الثناء والاعجاب خاصة من الفتيات قبل الشباب .....يرددونها و يردّونها الى الداعية عمر الكافي , ورغم اني هنا أرى ان لا داعيا للاهتمام بمن قالها لأن هذا ليس على القدر الكافي من الاهمية .....اذ يكفي ما تكللت به هذه العبارة من انتشار وانتشاء يستدعي الكثير من القراءة والبحث والتأمل ..................................في هذه المقولة القصيرة تجثم نظريةٌ هرمة تبيت في المكتبة العربية الاسلامية منذ دهر وعمر .....وهي نظرية 'تشْييء' المرأة ..والداعيةُ هنا _ بغض النظر عن هويته الشخصية _لم يَحِدْ عن الهوية الفكرية لسلفه من المشيئين للمرأة والمشيعين لقضيتها ....فهو يجعل منها منالا وهدفا للغزاة من دعاة الحرية, فيقول أن امرأتنا ليست أكثر من شيء وضعناه على رف خشبي جنب كتب التراث العربي ...ونحذر من تسول له 'ليبراليته' بأن يحركه وينقله الى الرف الغربي .....!!.... وكأنه يقول ان امرأتنا موضوع ملكيتنا العائلية والشرعية ولأجلها نفتعل جرائم شرفنا فليحذر غزاة الديار أن يقربوا النار ...!!!.... وكأنه يقول ان امرأتنا مادة طرية عطرية كمعاجين الاسنان ننظف بها ما علق بسنيننا من هزائم وانكسارات وآهات ...!!!!.....امرأتنا مادة لينة ملونة كمعاجين الاطفال نحب أن نجربها ونعبث بها ...فكم تصلح لتشكيل ألعاب حربنا وحبنا ليتسلى بها ذكور العائلة و الحارة و الطائفة ......!!!!!!!!...........انه يقول هي محطتنا نحن للوصول الى النشوة ...والذروة .... فنطأ أرضها نحن المسافرين من خلافة الى آخرى ومن دار حرب الى دار سلم ....ومن بغداد الى بيزنطة ....هي محطتنا التي نقرأ على عتبتها أسفارنا وقرآننا لينصرف جنُّ العظمة الرابض في حشاها ........فمن غيرنا تسول له شهوته الوصول اليها .....؟؟؟!!....................................والمؤلم أن المرأة فعلا صارت شيئا على رف ..أو وراء مكتب .......!!!!.....والمؤلم أنها صارت تجيد دور الضحية أو الأضحية حدّ الجدية ....فتصرخ : ..نعم أنا قطعة لحم ....وها هم يريدون أن ينهشوها .......!!!!....................لا , يا الهة الحُب والحرب من قبل أن ينبت الحَب ..., .. أنت لستِ قطعة أرض ولا قطعة لحم لتُداسي وتُلاكي .....أنت ارادة صلبة ولكنها ترتدي لحماً طريّاً ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق